responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 608
وإذن، فهناك دائمًا شيء يأتي أولًا من جانبنا، فالإنسان -لكي يتلقى النور- ينبغي أن يطلبه، وأن ينشرح له، ينبغي أن يظهر حاجته إليه، وأن يمد إليه يديه، وأن يخطو خطوات نحوه، وهو قوله, صلى الله عليه وسلم: "ما يكن عندي من خير لا أدخره عنكم، وإنه من يستعف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تعطوا عطاء خيرًا وأوسع من الصبر" [1].
فالمدد الإلهي مشروط إذن بجهد إنساني، وهذا الجهد مع ذلك يحتفظ بقيمته كاملة، فأما السكينة، والراحة اللتان تعقبانه فإنهما لا تنقصان من أجره شيئًا.
والحق أن القرآن لا يذكر في بعض آياته هذه العلاقة، على أنها بين شرط ومشروط، بل إنه أحيانًا لا يشير أدنى إشارة إلى المحاولة الإنسانية، وهو حين يتحدث عن الهداية الكاملة التي يحظى بها الأصفياء، يقدمها على أنها ثمرة إنعام خالص، جاء بفضل الله مباشرة، وهو ما نقرؤه في قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ} [2]، {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُْ} [3]؛ لأنه {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} [4]، {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} [5].

[1] البخاري, كتاب الرقاق, باب 19. وقد ذكر المؤلف في الهامش "ومن يستعفف". "المعرب".
[2] الأنعام: 125.
[3] المجادلة: 22.
[4] الفتح: 4.
[5] الحجرات: 7.
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 608
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست