responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 611
وأما حلنا فشيء آخر تمامًا.
ذلك أننا -من ناحية- نبقي للنصوص هدفها الشامل، فنحن نرى أن النصر مهما تراحب مداه، وأية كانت علته يمنح النفس المتحررة من أدرانها أجرًا أعلى بالنسبة إلى النصر الذي يظل هدفًا لإغراءات الشر المتحفزة.
وبدلًا من أن يسير تقديرنا متوازيًا مع مشقة المقاومة يجب أن يزيد كلما نقصت هذه المشقة. فالقول الحق في نظرنا، هو القول الذي يقرر علاقة عكسية بين القيمة وضرورة الجهد المحارب، فالقيمة مرتبطة بتقهقر هذه الضرورة، لا بتقدمها.
ولكنا، في مقابل ذلك، لا نقفل حلقة الأخلاقية بعد هذا الانتصار؛ لأننا بدلًا من أن نوفق بينها وبين جانب واحد من نشاطنا، نحدد لها "مجالين" ثانيهما ليس أزهدهما قيمة، فبعد أن نصارع ضد الظلام، يواجهنا الصراع في النور، وكل شهوة نحكمها هي عقبة نجتازها، ونير ننزعه، ودرجة من الحرية والخصوبة نرتقيها.
فمنذ أن تصبح الإرادة الطيبة لا يناوئها عدوها، وحين لا تصبح هنا ضرورة للجهد المكافح، "فإن جهدًا آخر يطرح نفسه، ويفرضها". فالوقت, والقوة اللذان كانا مخصصين لأعمال "الهدم" وإزالة الأنقاض سوف يدخران منذئذ، إلى أن يصبحا أعظم قدرًا، وأكثر استجماعًا، لأعمال "الإنتاج والبناء".
لقد عرفت الأخلاقية أحيانًا بأنها: "فن السيطرة على الأهواء"، وهذا التعريف ناقص؛ لأنه لا يعبر إلا عن الجانب السلبي، والوجه الأدنى قيمة من العمل، بل إنه في رأينا مرحلة تمهيدية. فالأخلاق بالمعنى الكامل للكلمة هي أيضًا وبصفة خاصة مشروع لتحقيق القيم الإيجابية، وصيغة أمرها

نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 611
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست