responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ذم الهوى نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 452
عَلَى إِرْضَاعِهَا وَالْقِيَامِ بِهَا وَأَنْ أُعْطِيَهُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ شَيْئًا بِعَيْنِهِ وَكَانَتْ تُنْفِذُهُ إِلَيْهِمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ وَتُعْطِيهِمْ ضِعْفَهُ حَتَّى تُدَلِّلَ الصَّبِيَّةَ وَتُوفِدَ إِلَيْهَا الثِّيَابَ النَّاعِمَةَ فَنَشَأَتْ فِي دَلالٍ وَنِعْمَةٍ وَهِيَ تَرَاهَا فِي كُلِّ أَيَّامٍ إِذَا اشْتَاقَتْهَا وَخَطَبَ أَبُوكَ عَلَيْكَ مِنَ النِّسَاءِ فَتَزَوَّجْتَ بِزَوْجَتِكَ الْفُلانِيَّةِ فَانْقَطَعَ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا وَهِيَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عِشْقًا لَكَ وَغَيْرَةً عَلَيْكَ مِنَ امْرَأَتِكَ وَلا حِيلَةَ لَهَا فِيكَ حَتَّى بَلَغَتِ الصَّبِيَّةُ تِسْعَ سِنِينَ فَأَظْهَرَتْ أَنَّهَا مَمْلُوكَةٌ قَدِ اشْتَرَتْهَا وَنَقَلَتْهَا إِلَى دَارِهَا لِتَرَاهَا كُلِّ وَقْتٍ لِشِدَّةِ مَحَبَّتِهَا لَهَا وَالصَّبِيَّةُ لَا تَعْلَمُ أَنَّهَا ابْنَتَهَا وَسَمَّتْهَا بِاسْمِ الْمَمَالِيكِ وَنَشَأَتِ الصَّبِيَّةُ مِنْ أَحَسَنِ النَّاسِ وَجْهًا فَعَلَّمْتَهَا الْغِنَاءَ بِالْعُودِ فَبَرَعَتْ فِيهِ وَبَلَغَتْ مَبْلَغَ النِّسَاءِ فَقَالَتْ لِي يَوْمًا يَا أُمِّي هُوَ ذَا تَرَيْنَ شَغَفِي بِابْنَتِي هَذِهِ وَإِنَّهُ لَا يَعْلَمُ أَنَّهَا ابْنَتِي غَيْرُكِ وَلا أَقْدِرُ عَلَى إِظْهَارِ أَمْرِهَا وَقَدْ بَلَغَتْ حَدًّا إِنْ لَمْ أُعَلِّقُهَا بِرَجُلٍ خِفْتُ أَنْ تَخْرُجَ عَنْ يَدِي وَتَلْتَمِسَ الرِّجَالَ وَتَلْتَمِسَ الْبَيْعَ وَتَظُنُّ أَنَّهَا مَمْلُوكَةٌ وَإِنْ مَنَعْتُهَا تَنَغَّصَ عَيْشُهَا وَعَيْشِي وَإِنْ بِعْتُهَا وَفَارَقْتُهَا تَلَفَتْ نَفْسِي عَلَيْهَا وَقَدْ فَكَّرْتُ فِي أَنْ أَصِلَهَا بِابْنِي فَقُلْتُ يَا هَذِهِ اتَّقِي اللَّهَ يَكْفِيكَ مَا مَضَى فَقَالَتْ لَا بُدَّ مِنْ ذَلِكَ فَقُلْتُ وَكَيْفَ يَتِّمُ هَذَا الأَمْرُ قَالَتِ امْضِي وَاكْتُبِي رُقْعَةً تَذْكُرِينَ فِيهَا عِشْقًا وَغَرَامًا وَامْضِي بِهَا إِلَى زَوْجَةِ ابْنِي وَقُولِي لَهَا إِنَّهَا مِنْ فُلانٍ الْجُنْدِيِّ جَارِنَا وَذَكَرْتُ لَهَا غُلامًا حِينَ بَقَلَ عَذَارَهُ فِي نِهَايَةِ الْحُسْنِ قَدْ كَانَتْ تَعْشَقُهُ وَيَعْشُقُهَا وَارْفُقِي بِهَا وَاحْتَالِي حَتَّى تَأْخُذِي جَوَابَهَا إِلَيْهِ فَفَعَلْتُ فَلَحِقَنِي مِنْ زَوْجَتِكَ امْتِهَانٌ وَطَرْدٌ وَاسْتِخْفَافٌ فَتَرَدَّدْتُ إِلَيْهَا وَمَا زِلْتُ بِهَا حَتَّى دَرَّ مَتْنُهَا فَقَرَأَتِ الرُّقْعَةَ وَأَجَابَتْ عَنْهَا بِخَطِّهَا وَجِئْتُ بِالْجَوَابِ إِلَى أُمِّكَ فَأَخَذْتُهُ وَمَضَتْ بِهِ إِلَى أَبِيكَ فَشَنَّعَتْ عَلَيْهَا وَأَلْقَتْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَبِيهَا وَأَبِيكَ وَبَيْنَ أُمِّهَا شَرًّا كُنَّا فِيهِ شُهُورًا إِلَى أَنِ انْتَهَى الأَمْرُ إِلَى أَنْ طَالَبَكَ أَبُوكَ بِتَطْلِيقِ زَوْجَتِكَ أَوِ الانْتِقَالِ عَنْهُ وَأَنْ يَهْجُرَكَ طُولَ عُمْرِهِ وَبَذَلَ لَكَ وَزْنَ الصَّدَاقِ مِنْ مَالِهِ فَأَطَعْتَ أَبَوَيْكَ وَطَلَّقْتَ الْمَرْأَةَ وَوَزَنَ أَبُوكَ الصَّدَاقَ وَلَحِقَكَ غَمٌّ شَدِيدٌ وَبُكَاءٌ وَامْتِنَاعٌ

نام کتاب : ذم الهوى نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست