استيقظ أحمد من نومه على صوت والده وهو يدعو قائلا: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور [1] 00 اللهم اجعل أول هذا النهار صلاحا وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا.
ردد أحمد هذا الدعاء كما علمه إياه والده وخرج للصلاة في المسجد مع والده، وحين عادا من أداء الصلاة جلس أحمد إلى والده يحادثه بعضا من الوقت فبادر قائلا:
يا والدي، لقد تعرفت إلى صديق جديد انتقل إلى مدرستنا منذ يومين، وقد راقت لي صحبته غير أن هناك ما أزعجني منه؟ !
- وكيف يا بني، ألم تقل إن صحبته راقت لك؟ !
- نعم يا والدي، فهو شخص دمث [2] الأخلاق بشوش متعاون ولكننا حين ذهبنا لأداء الصلاة لم يرافقنا.
- هذا أمر جلل يا بني، ولماذا لم تدعه للذهاب معكم؟
- لم أدعه في المرة الأولى ظنا مني بأنه سيلحق بنا ولكنه لم يفعل، وحين تكرر منه هذا الفعل في اليوم الثاني دعوته فبادرني قائلا: أنا مازلت صغيرا وسأقوم بأداء فريضة الصلاة حين أكبر.
- لعلك يا بني أغلظت له في القول فلم تدعه باللين والقول الحسن؟ [1] رواه البخاري في صحيحه الجزء الثامن ص 85، ومسلم في صحيحه الجزء الثامن ص 78. [2] سهل ولين.