أجاب أحمد:
- على العكس يا والدي لقد كنت رفيقا به ولم أحدثه أمام أصدقائنا الآخرين، بل أسررت له بعيدا عن أسماعهم. .
- أحسنت يا بني، فهذه بعض صفات الداعية الذي لا يبغي بدعوته غير وجه الله. . وعلى أية حال لا شك أن صديقك هذا جاهل أمر دينه، وإن كنت أعلم أنكم قد درستم في المدرسة كل ما يتعلق بأمور الصلاة.
- نعم يا أبي، ولكنني أرغب أن تزودني ببعض النصائح لعلي أنقلها إليه، فربما وعى واستجاب لنصحي. . أجاب الأب فرحا بابنه الذي أرقه أمر صديقه.
- بارك الله فيك يا بني، وأحمد الله على أن أراني فيك ما أقر عيني وأثلج صدري، ومضى يحدث ابنه قائلا: اعلم يا بني أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر حين يكون العبد فيها معظما ربه خائفا منه راجيا رحمته، فحظ كل واحد من صلاته إنما هو بقدر خوفه من الله؛ لأن الله إنما ينظر إلى قلوب عباده لا إلى صورهم الظاهرة، ولذا قال تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] [1] . كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس للمرء [1] سورة طه، الآية: 14.