أحوالهم، الرضا بما قسم الله لهم من خير ومن شر، مؤمنين حق الإيمان بقول الله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} [التوبة: 51] [1] . فشمرت هذه المرأة الصابرة عن ساعديها وعملت مستخدمة في مدرسة بالقرب من منزلها. . فلم تدّخر جهدا ولم تتوان عن تلبية احتياجات صغيرتها وتوفير سبيل العيش الكريم لها. وظل هم هذه الوالدة الطيبة هو أن تعيش ابنتها في جو من الأمن والأمان بعيدا عن الخوف من النائبات وما قد تأتي به الأيام من معضلات.
انقطع صوت السعال ولم ينقطع تفكير أم أسماء في حالها وحال صغيرتها بعد أن أقعدها المرض وازدادت حاجات ابنتها حتى أرهقتها مطالبها. . وأخذت تضيق عليها غير آبهة بظروف والدتها.
لم تنم الأم في تلك الليلة بل لعلها لم تغف لحظة واحدة، وكيف لقلبها المؤرق أن يغفو ولعينها الباكية أن تنام، ومر الليل عليها ثقيلا حتى ارتفع صوت المؤذن في جلال وخشوع ينبه الغافلين ويوقظ النائمين لأداء صلاة الفجر، فنهضت الأم متحاملة على نفسها متكئة بإحدى يديها على الجدار وباليد الأخرى تحاول بعث القوة في ظهرها الذي أضعفه المرض. [1] سورة التوبة، الآية: 51.