أدت أم أسماء الصلاة وأخذت تناجي ربها بذلة وخضوع ودمع يبلل خديها، سائلة إياه أن يعينها على تربية ابنتها وأن يهبها الصحة وأن يهدي قلب هذه الفتاة الصغيرة العاقة إلى طريق الحق؛ لتعرف عظم مسؤوليتها تجاه والدتها التي تعبت من أجلها كثيرا وأن يزيل الغشاوة [1] عن عينيها لترى ما خفي عليها من واجبات تجاه أمها.
اتجهت أم أسماء لإيقاظ ابنتها التي كانت تغط في نوم عميق، ناسية أن لها والدة مريضة يتعين عليها النهوض باكرا لمساعدتها وإعداد طعام الإفطار بدلا عنها، وترك الاعتماد على والدتها في كل شأن من شؤون حياتها.
أحضرت الأم الطعام وقدمته أمام ابنتها ولكنها عجبت حين رأتها لا تمد يدها إليه فسألتها بحنان الأم ولهفتها.
- ما بالك يا ابنتي؟ لم لا تأكلين؟
أظهرت أسماء عدم الرضا وردت بغلظة: ما هذا يا أماه ألا يوجد لدينا غير هذا الطعام الذي تقدمينه لنا كل يوم؟ .
ردت الأم وقد آلمها ما تفوهت به ابنتها من حديث يسخط الله: احمدي الله يا ابنتي على هذا النعيم الذي أمامك فغيرك قد لا يجد ما تجدين الآن. [1] الغطاء.