أجابت أسماء وكأنها لم تسمع ما قالته والدتها. . وما شأني بغيري. . ألا تكسبين مالا. . ألا تملكين نقودا. . فلماذا التقتير [1] والتضييق علينا؟
فما كان من الأم إلا أن تجاهلت حديث ابنتها الذي لا طائل [2] منه وحثتها على الإسراع حتى لا تتأخر عن المدرسة. . وحين رأت أسماء أن والدتها سترافقها إلى المدرسة شأنها قبل أن تأخذ إجازة بسبب المرض. . سألتها وقد قطبت حاجبيها: ما هذا يا أماه هل ستذهبين معي اليوم أيضا. . ألم تقولي بأنك ستغيرين مكان عملك وتبحثين عن عمل في مكان آخر بعيدا عن المدرسة التي أنا فيها؟ .
لم تجب الأم على سؤال ابنتها بل تمتمت وهي تدفعها برفق إلى الباب:
- هيا يا ابنتي هداك الله وأنار بصيرتك.
ظلت الأم تفكر طوال الطريق في طلب ابنتها الذي لا يخلو من القسوة، وتمنت لو أنه كان باستطاعتها العمل بعيدا عن ابنتها، ولكن لا يوجد في الحي الذي تقطنه غير هذه المدرسة وليس لديها القدرة على تأمين أجرة حافلة تقلها إن هي انتقلت للعمل بعيدا عن [1] البخل. [2] لا نفع منه.