المنزل. . كانت الأم في قرارة نفسها تشعر بأسى [1] بالغ لهذه القسوة التي تتجلى [2] في طلب ابنتها. . ولكنها كانت تتمنى لو استطاعت البعد عن المدرسة وإسعاد فتاتها وتجنيبها الخجل الذي تحسه حين ترى والدتها وهي تعمل كخادمة في المدرسة.
وفي هذا اليوم قامت المعلمة بإعطاء الطالبات بطاقات الدعوة لأمهاتهن لحضور الحفل الذي سيقام تكريما للأمهات بعد أسبوع. . ووجدت المعلمة أنها فرصة سانحة لحث الطالبات على بر أمهاتهن والعمل على توفير الراحة لهن، والتنبيه على عظم فضل الأم وحقها عليهن، وذكرتهن بقول الله تعالى في محكم تنزيله: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14] [3] . وأوضحت لهن أن معنى وهنا على وهن أي ضعفا على ضعف، ولفتت أنظارهن إلى أن توصية الولد بالوالدين قد تكررت كثيرا في القرآن الكريم وفي وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن توصية الوالد بولده لم تتكرر كثيرا؛ لأن الفطرة تقتضي أن يكون الأب مشفقا على ولده فهو لا يحتاج إلى تلك التوصية في حين أن الولد لا يكون في مشاعره وعواطفه [1] بحزن. [2] تتضح وتظهر. [3] سورة لقمان، الآية: 14.