سأل المعلم أحمد بشيء من القسوة:
- أنت تزعم أن هذا الموضوع بفضل جهدك وسهرك، فهل تفسر لنا كيف حصل صديقك على هذا الموضوع الذي قرأه الآن والذي يتطابق تماما مع موضوعك؟ ! .
أدرك أحمد أنه لا فائدة من الإنكار بعد أن وصلت الأمور إلى هذا الحد، فاعترف لمعلمه بما اقترفته يداه وكيف قام بسرقة ما خطه صديقه علي في غفلة منه. فسأله المعلم بتعجب:
- أتبحث عن النجاة من عقاب المعلم ولا تخاف عقاب الله الذي لا مفر منه؟ ألم تقرأ قول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4] سورة الحديد، الآية: 4. أي أنه يعرف كل صغيرة وكبيرة تقوم بها، أنت كذبت وخالفت أمر الله حين قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] [1] . . ألم تعلم أن الكذب خصلة من النفاق؟ فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر» [2] . [1] سورة التوبة، الآية: 119. [2] متفق عليه، رواه البخاري في صحيحه: كتاب الإيمان، الجزء الأول ص 15. ومسلم في صحيحه: كتاب الإيمان، الجزء الأول ص 56.