اعلم يا بني أن الصدق فضيلة امتدحها القرآن الكريم وذم أهل الكذب، ولقد كان رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم لا ينطق إلا صدقا ولا يقول إلا حقا، فما أحرانا ونحن خير أمة أخرجت للناس أن نتلمس دربه وأن يكون هو مثلنا الأعلى وقدوتنا في كل أمورنا وألا نستمع لوساوس الشيطان، فهل تعدني يا بني أن تترك الكذب وتتخذ من الصدق شعارك؟ . .
أجاب أحمد وهو منكس رأسه خجلا مما اقترف:
- أعدك يا معلمي، فقد كان هذا درسا قاسيا.
- والآن بقي عليك أمر آخر وهو الاعتذار لصديقك عما بدر منك في حقه.
- آسف يا علي لقد كنت مخطئا فيما فعلت فسامحني.
فرد علي بلطف وقد نسي إساءة أحمد له:
- لا بأس عليك يا صديقي إني أسامحك فنحن أخوة بيننا كل الود الذي يسمح لنا بالتسامح. سعد المعلم بهذه الخاتمة وشكر عليا على نبله وتحدث للتلاميذ قائلا:
- هاهو صديقنا علي يذكرنا بفضيلة أخرى وهي التسامح بين الإخوة ونسيان الإساءة. . آمل أن نكون جميعا مثله.
وأصبح أحمد بعد ذلك يتحرى الصدق في كل ما يقول ويعمل.