[قرضا حسنا]
5 - اعتاد الأب أن يصحب ابنه عبد الله في نزهة إلى إحدى الحدائق عصر يوم الجمعة بعد أن يكون قد أنهى واجباته المدرسية وأدى ما عليه من مهام تتعلق بالأسبوع الدراسي المقبل. . ولم يكن الأب يقوم بهذه النزهة مع ابنه إن قصر في بعض واجباته أو أهمل شأنا من شؤونه أو ارتكب ذنبا كأن يغضب أحد والديه أو يعصي أوامرهما، فكانت هذه النزهة بمثابة مكافأة لعبد الله على حسن سلوكه في شتى أموره. . فإن قصر في شيء أو أظهر سلوكا لا يرضي والديه كان الحرمان من تلك المكافأة هو خير عقاب له.
خرج عبد الله عصر ذلك اليوم كالمعتاد مع والده وقد سمعه يتمتم بكلمات بصوت خافت حين غادرا المنزل، وكان كثيرا ما يسمع والده يتمتم بها ولكنه لم يسأله عنها قبل اليوم، فالتفت تجاه والده يسأله بفضول ظاهر:
ما الذي تقوله يا والدي كلما خرجنا من المنزل؟
انفرجت أسارير [1] والد عبد الله عندما سمع سؤال ابنه الذي بدأ يتشوق إلى المعرفة، وقد كان الأب حريصا كل الحرص على أن [1] محاسن الوجه.