فأثنى عليها حين انتهت من حديثها وسألها بانشراح كيف استطعت تفسير هذه الآيات يا فاطمة؟
ردت فاطمة وهي سعيدة لسعادة والدها قائلة:
لقد درسنا هذا في المدرسة حين حفظنا سورة الإسراء وكذلك تفسير آياتها، وقد وعيتها [1] جيدا، وقد اشتملت على العديد من صفات عباد الرحمن، وحرصت أن أظل محافظة على ما وعيته منها وبقيت أتعهدها دائما بالقراءة.
أحسنت يا ابنتي، فعلينا أن نتعهد ما حفظناه من القرآن بالمداومة عليه حتى لا يتفلت منا تفلت الإبل من عقالها، كما ذكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولعلي أوضح لكم شيئا قبل أن نختم حديثنا حول الإسراف.
سأل عبد الرحمن: وما هو يا أبي؟
أجاب الأب قائلا:
إن النهي عن الإسراف لا يعني الشح والتقّتير، فالإمساك حيث يجب البذل بخل، والبذل حيث يجب الإمساك تبذير، وبينهما وسط وهو المحمود، وقد قال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] [2] فللمنفق حالتان: [1] فهمتها. [2] سورة الإسراء، الآية: 29.