تبذير واقتصاد، والمحمود هو الاقتصاد.
كانت الأم تستمع بكل اهتمام للحديث الدائر بين زوجها وأبنائها وقد امتلأت نفسها حبورا وزهوا لما من الله به عليها من أسرة تسعى جاهدة لتلمس دروب الحق والانضمام تحت لواء [1] عباد الرحمن، فسألت زوجها وقد بدا التأثر ظاهرا في قسمات [2] وجهها:
يا أبا عبد الرحمن، هل يعد ما فعلته اليوم من التبذير الذي نهانا منه الله عز وجل؟
- نعم يا أم عبد الرحمن، وإني لأرجو أن تكوني قد خرجت من حديثنا هذه الليلة بعظة وعبرة وفائدة تعود عليك بالخير في الدين والدنيا.
- أجل يا أبا عبد الرحمن، لقد وعيت ذلك جيدا، فبارك الله فيك وغفر لي ولن تجدني بعد اليوم - إن شاء الله - مقصرة أو مبذرة. [1] راية. [2] محاسن الوجه.