[حتى تستأنسوا وتسلموا]
7 - اعتاد جابر أن يسأل والده عن كل صغيرة وكبيرة تعرض له في شؤون حياته الدينية والدنيوية، فكان لا يترك شيئا إلا يحاول فهمه في أمور دينه ودنياه، فهو يسأل ويسأل حتى يصل إلى نور المعرفة ويحتضن ضياء الحقيقة فينير قلبه الغض الصغير بكل المعاني السامية النبيلة، شب [1] جابر على هذا النهج الذي أعانه عليه والده كثيرا؛ إذ لم يكن الأب ليضيق ذرعا بالأسئلة التي يلقيها ابنه عليه مهما كثرت وتنوعت هذه الأسئلة، ومهما تشعبت دروب معرفته لئلا يتركه نهبا للقلق والحيرة ولئلا يزيغ عن الطريق ويضل في متاهات الأسئلة فتزل قدم بعد ثبوتها؛ لذا فقد كان يعطي من وقته الكثير لفلذة كبده الذي رعاه منذ الصغر خير رعاية، وحاول تنشئته تنشئة سليمة قوية تشرب فيها حب الله وحب رسوله، فكان هذا الحب محور حياته ومنبع سلوكه وتعامله مع نفسه ومع الآخرين.
جاء جابر يوما إلى والده محاولا فهم آية قرأها في كتاب الله، فهم معناها ولكنه لم يصل إلى مغزاها ولم يدرك الحكمة من وراء النهي الذي اشتملت عليه الآية الكريمة، وبعد أن ألقى تحية [1] شب الغلام: صار فتيا أو كبر.