البدء الفريد على مدى اهتمام القرآن بالعنصر الأخلاقي في الحياة، ومدى عمق هذا العنصر وأصالته في العقيدة الإسلامية وفي فكرة الإسلام عن الحياة الإنسانية.
- ما أجمل هذا القول! ! ولكن أيعني هذا أن سورة النور فرضت علينا بأكملها؟
- يا بني، إن المطلع الذي افتتحت به السورة مطلع فريد في القرآن كله، الجديد فيه كلمة فرضناها والمقصود بها توكيد الأخذ بكل ما في السورة على درجة سواء. . ففرضية الآداب والأخلاق فيها كفرضية الحدود والعقوبات. . هذه الآداب والأخلاق المركوزة في الفطرة الإنسانية. . والتي ينساها الإنسان تحت تأثير المغريات [1] والانحرافات فتذكرهم بها تلك الآيات البينات وتردهم إلى منطق الفطرة الواضح المبين.
- لَكَم أودُّ يا والدي لو تشرح لي السورة بأكملها لأفوز بما زخرت به من آداب وأخلاق وأعلم ما نصت عليه من حدود وتشريعات.
- حبا وكرامة يا بني، ولكن الوقت قّد لا يسعفنا الآن فيما نبغي فدعنا نكتفي هذه الليلة بالآية التي شغلت خاطرك وأثارت استفهامك ثم نعرج في ليلة أخرى على بقية السورة، والآن افتح [1] المغري: الجاذب والفاتن.