رد معاذ قائلا، وهو يأمل في قرارة نفسه أن يصدقه والده:
- لا شيء يا والدي، كل ما في الأمر أنني جائع فقط.
أجاب الأب بدهشة غير مقتنع بما ذكره ابنه:
- جائع يا بني؟ ! وهل الجائع يأكل لقمة ويفكر مليا ثم يتناول اللقمة الأخرى يعقبها بالتفكير ثانية؟ !
إن الجائع يا بني حين يرى الطعام يهش [1] ويبش لرؤيته إذا كان ما به هو الجوع فقط.
وأصر معاذ على ما ذكره قائلا:
- بل هو الجوع يا والدي، ولعلك تراني في المساء أفضل حالا من الآن.
وهنا تدخلت الأم في الحديث موجهة كلماتها لزوجها قائلة:
- دعه يا أبا معاذ، فلا شك أن ابنك لن يجد صديقا أفضل منك يحدثه ويستشيره إن ألم به أمر أو اعترضت طريقه مشكلة ما، والتفتت إلى ابنها معاذ متسائلة بكل شفقة ومؤكدة قولها:
- أليس كذلك يا بني؟
سر معاذ لتدخل والدته على هذا النحو ورد قائلا:
- نعم نعم، بلا شك يا أماه، فلقد تعودت أن أرمي بثقل همومي بين يدي والدي أبحث عنده عن النصح والمشورة، وكنت [1] يبتسم.