أجد منه خير معين ومعلم وموجه لي في هذه الحياة.
- بارك الله فيك يا بني لقد أرحتني بهذا القول. . هكذا رد والد معاذ وهو يعلم حق العلم أن ابنه يواجه مشكلة ما تعكر عليه صفوه وتشغل خاطره البريء، ولكنه صمت نزولا عند رغبة ابنه في عدم البوح بما ألم به، ذلك أنه لم يراوده القلق على ابنه فهو كما قالت زوجته خير صديق لابنه وخير أخ بلا شك، إن ابنه لن يخفي عنه شيئا من معاناته، ولعله الآن لثقل ما ينوء [1] به قلبه لا يود البوح فليصبر عليه قليلا وسيجيء بنفسه طالبا المشورة والعون والتوجيه، ولن يبخل عليه بشيء كما عوده.
وفي المساء جلس الأب إلى أفراد أسرته وراحوا يتجاذبون أطراف الحديث في أمور شتى، وفجأة وجه معاذ حديثه إلى والده قائلا:
يا أبي، لقد أخطأت اليوم في الإجابة على سؤال وجهه لي معلمي. .
وصمت معاذ بعد أن ألقى كلماته هذه، فاستحثه والده على المضي في الحديث قائلا: حسنا يا بني وماذا بعد؟
رد معاذ وقد اكتسى وجهه بالحزن: [1] من ناء أي: نهض بجهد ومشقة.