حديثنا ألا وهو قول الله تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 22] فبعد أن ذكر الله سبحانه وتعالى في الآيات السابقة صفات أولي الألباب [1] أوضح بعدها جزاء هؤلاء ألا وهو عقبى [2] الدار الذي أوضحته الآية التي جاءت بعدها حين قال تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ - سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 23 - 24] [3] .
ردت أم معاذ وقد استحسنت قول زوجها:
نعم يا بني، جنات عدن للإقامة والقرار، وفي هذه الجنات يأتلف شملهم مع الصالحين من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم، وهؤلاء يدخلون بصلاحهم واستحقاقهم ولكنهم يكرمون بتجمع شتاتهم وتلاقي أحبابهم، وهي لذة أخرى تضاعف لذة الشعور بالجنان.
وهنا تابع الأب شرح الآية قائلا:
وفي هذا التجمع والتلاقي يشترك الملائكة في التأهيل والتكريم في حركة رائحة غادية حيث يقول سبحانه وتعالى: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 24] فهل أدركت يا بني [1] العقول. [2] آخر كل شيء وجزاء الأمر أو آخره. [3] سورة الرعد، الآيتان: 23، 24.