يا لسمو هذا الخلق! أيسيء الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحسن إليه الرسول! !
أعقب والد معاذ قائلا:
- نعم يا بني، فمن حسن خلقه أنه عفا عمن أساء إليه وزاد على العفو بالبشر والإحسان الذي بادر به الأعرابي.
أعقب معاذ:
- سيكون لي في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة.
بارك الله فيك يا بني، ودائما استعذ بالله من الشيطان الرجيم حتى لا يستولي عليك الغضب الذي قد يلقي في روعك قلة الصبر على الإساءة أو ضيق الصدر عن السماحة، فالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم حينئذ وقاية تدفع محاولاته لاستغلال الغضب والنفاذ من ثغرته [1] وتذكر دائما قول الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200] [2] .
- ولكن دعنا يا أبا معاذ نتحدث عن ثواب من يدرأ السيئة بالحسنة.
أجاب أبو معاذ قائلا:
إن هذا الثواب ذكر في ختام الآية الكريمة التي افتتحنا بها [1] الثغرة: الطريق السهلة. [2] سورة الأعراف، الآية: 200.