[السحاب الثقال]
10 - محمد فتى يافع غض [1] الإهاب [2] نشأ في كنف [3] أب وعى مسئولية التربية فأحسن غرسه وتعهده بالسهر والعناية وهذب خلقه ونشأه على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فكان محمد كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
استيقظ محمد من نومه في يوم من أيام الشتاء القارس على صوت المطر المنهمر في الخارج، فكان أول ما تفوه به لسانه هو دعاء الاستيقاظ الذي سمعه من والده واعتاد أن يلهج قلبه ولسانه به قبل مغادرة الفراش: " الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ([4]) " [5] . نظر محمد إلى الساعة بجواره، فإذا بوقت صلاة الفجر قد أزف [6] فتوضأ وتهيأ للصلاة وأيقظ والديه ليجتمعوا على تلاوة القرآن قبل الذهاب إلى المسجد. [1] طري. [2] الجلد. وغض الإهاب كناية عن صغر سنه. [3] الكنف أي الجانب أو الظل، وكنف الإنسان أي حضنه أو العضدان والصدر، يقال: أنت في كنف الله أي في حرزه ورحمته. [4] يوم القيامة. [5] رواه البخاري. [6] اقترب: نقول: أزفت الساعة أي دنت.