أجاب الأب وقد انبسطت أساريره من هذا الرد الذي سمعه:
- نعم يا بني، هذا دور من أدوار الماء ووظائفه الذي هو نعمة من نعم الله التي لا تحصى على عباده، غير أن هناك وظائف أخرى ونعما جليلة [1] للماء الذي ينزل من السماء، ذكرها الله في كتابه العزيز، منها أن هذا الماء قد جعله الله عذبا زلالا يسوغ لنا شرابه ولم يجعله ملحا أجاجا [2] تعافه [3] النفوس، كما أن هذا الماء ينبت المراعي التي تربى فيها السوائم، وهي الإبل السائمة، ثم إن هذا الماء رغم أنه ماء واحد يخرج لنا من الأرض ثمرات مختلفا ألوانها وأصنافها وطعومها وروائحها، والدليل على ما ذكرت لك هو قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ - يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 10 - 11] [4] . [1] عظيمة ومهمة. [2] مالحا مرا. [3] تكرهه. [4] سورة النحل، الآيتان: 10، 11.