responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 317
آيس الإمام أحمد بن حنبل نفسه من قبول الهدايا والصلات، اجتمع همه، وحسن ذكره، ولما أطمعها ابن المديني[1] وغيره، سقط ذكره.
ثم فيمن؟! إنما هو سلطان جائر، أو مزك منان، أو صديق مدل[2] بما يعطي. والعزل ألذ من كل لذة، والخروج عن ربقة المنن -ولو بسف التراب- أفضل.

[1] علي بن عبد الله بن جعفر السعدي "161-234هـ": الإمام الحجة أمير المؤمنين في الحديث، ساد الحفاظ في معرفة العلل.
[2] المدل: المنان.
223- فصل: التجلد عن المصائب
1021- قد ركب في الطباع حب التفضيل على الجنس، فما أحد إلا وهو يحب أن يكون أعلى درجة من غيره. فإذا وقعت نكبة أوجبت نزوله عن مرتبة سواه، فينبغي له أن يتجلد بستر تلك النكبة، لئلا يرى بعين نقص، وليتجمل المتعفف حتى لا يرى بعين الرحمة، وليتحامل المريض لئلا يشمت به ذو العافية.
1022- وقد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين قدومه مكة، وقد أخذتهم الحمى، فخاف أن يشمت بهم الأعداء حين ضعفهم عن السعي، فقال: "رحم الله من أظهر من نفسه الجلد"[1]، فرملوا -والرَّمَلُ: شدة السعي- وزال ذلك السبب، وبقي الحكم، ليتذكر السبب، فيفهم معناه.
1023- واستأذنوا على معاوية، وهو في الموت، فقال لأهله: أجلسوني! فقعد متمكنًا يظهر العافية، فلما خرج العواد، أنشد2:
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع

[1] رواه البخاري "4256"، ومسلم "1266" عن ابن عباس رضي الله عنهما.
[2] متمثلًا بهذين البيتين وهما لأبي ذؤيب الهذلي، ديوانه: "4" وهي مفضلية. و"ريب الدهر" مصائبة، و"أتضعضع" أضعف، و"ألفيت" وجدت. و"التميمة" عودة يحملها الإنسان يزعم أنها ترد الأذى عنه، وقد حرمها الإسلام.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست