نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 486
363- فصل: إنما فضل العقل بتأمل العواقب.
1612- إنما فضل العقل بتأمل العواقب؛ فأما القليل العقل؛ فإنه يرى الحال الحاضرة، ولا ينظر إلى عاقبتها، فإن اللص يرى أخذ المال، وينسى قطع اليد! والبطال يرى لذة الراحة، وينسى ما تجني من فوات العلم وكسب المال، فإذا كبر فسئل عن علم؛ لم يدر، وإذا احتاج، سأل؛ فذل، فقد أربى ما حصل له من التأسف على لذة البطالة، ثم يفوته ثواب الآخرة بترك العمل في الدنيا. وكذلك شارب الخمر، يلتذ تلك الساعة، وينسى ما يجني من الآفات في الدنيا والآخرة! وكذلك الزنا؛ فإن الإنسان يرى قضاء الشهوة، وينسى ما يجني من فضيحة الدنيا والحد، وربما كان للمرأة زوج، فألحقت الحمل من هذا به، وتسلسل الأمر.
يزداد حتى إذا ما تم أعقبه ... كر الجديدين نقصًا، ثم ينمحق1
1611- ومن أمثلة حالة دود القز؛ فإنه يكون حيًّا[2] إلى أن يبتدئ نبات قوته، حال كانتقال الطفل، ثم يرقد كغفلة الآدمي عن النظر في العواقب، ثم ينتبه، فيحرص على الأكل كحرص الشره على تحصيل الدنيا، ثم يسدي[4] على نفسه كما يحطب الآدمي الأوزار على دينه؛ فيرتهن في ذلك الحبس، كما يرتهن الميت في قبره، ثم يقرض، فيخرج خلقًا آخر، كما تنشر الموتى غرلًا[5] بهمًا[6].
وقد دله على البعث تكون النطفة كميت، ثم تصير آدميًّا، وإلقاء الحب تحت الأرض فيفسد، ثم يهتز خضرًا.
إذا المرء كانت له فكرَه ... ففي كل شيء له عبرَه
1 الجديدان: الليل والنهار. [2] كذا في الأصل: ولعلها حبًا بالباء، أي: بَيْضًا.
3 الفرصاد: التوت الأحمر. [4] يسدي: يغزل الخيوط ويلفها على نفسه كالسدى. [5] غرلًا: غير مختونين. [6] بهمًا: سالمين من الأمراض والآفات.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 486