عليهم وقالوا: أيُّنا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: "الله الواحد الصمد ثلثُ القرآن"[1].
وأهل العلم قد تكلّموا في بيان وجه كون هذه السورة تعدل ثلث القرآن، وذكروا في ذلك أجوبةً عديدةً، وأحسنها كما يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هو الجواب المنقول عن أبي العباس بن سريج حيث قال: "معناه أُنزل القرآن على ثلاثة أقسام: ثلث منها الأحكام، وثلث منها وعد ووعيد، وثلث منها الأسماء والصفات، وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات"[2].
قال شيخ الإسلام: "وإذا كانت {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن، لم يلزم من ذلك أنَّها أفضلُ من الفاتحة ولا أنّها يكتفى بتلاوتها ثلاث مرّات عن تلاوة القرآن، بل قد كره السلف أن تقرأ إذا قرئ القرآنُ كلُّه إلاّ مرّة واحدة كما كتبت في المصحف، فإنَّ القرآن يقرأ كما كتب في المصحف لا يزاد على ذلك ولا ينقص منه ... ولكن إذا قُرئت {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} مفردةً تقرأ ثلاث مرّات وأكثر من ذلك، ومن قرأها فله من الأجر ما يعدل ثلث القرآن، لكن عدلَ الشيء يكون من غير جنسه"[3].اهـ.
ثمّ إنَّ الأحاديث المشتملة على ذكر فضائل السور وثواب من قرأها كثيرة، وجملة منها لا تخلو من ضعف، بل إنَّ فيها ما هو كذب [1] صحيح البخاري (رقم:5015) . [2] جواب أهل العلم والإيمان (ص:113) . [3] جواب أهل العلم والإيمان (ص:133،134) .