على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا فإنه يتأكّد على المسلم تحرّي معرفة الصحيح في ذلك، بسؤال أهل العلم، ومدارسة أهل الاختصاص، قال ابن القيِّم رحمه الله في كتابه المنار المنيف في الصحيح والضعيف: "ومنها: ـ أي الأحاديث الموضوعة ـ ذكر فضائل السور وثواب من قرأ سورة كذا، فإنّ أجره كذا، من أوّل القرآن إلى آخره، كما ذكر ذلك الثعلبي والواحدي في أوّل كلِّ سورة، والزمخشري في آخرها، قال عبد الله بن المبارك: أظن الزنادقة وضعوها.
والذي صحّ في أحاديث السُوَر، حديث فاتحة الكتاب، وأنَّه لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثلُها، وحديث البقرة وآل عمران أنهما الزهراوان، وحديث آية الكرسي وأنها سيِّدة آي القرآن، وحديث الآيتين من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلةٍ كفتاه، وحديث سورة البقرة لا تقرأ في بيت فيقربه شيطان، وحديث العشر آيات من أوّل سورة الكهف من قرأها عصم من فتنة الدّجّال، وحديث {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وأنَّها تعدل ثلث القرآن، ولم يصح في فضائل سورةٍ ما صحّ فيها، وحديث المعوّذتين وأنَّه ما تعوّذ المتعوِّذون بمثلها، وقوله: صلى الله عليه وسلم "أنزل عليَّ آيات لم يُر مثلُهنَّ، ثمّ قرأها".
ويلي هذه الأحاديث وهو دونها في الصحة حديث {إِذَا زُلْزِلَتْ} تعدل نصف القرآن، وحديث {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} تعدل ربع القرآن، وحديث {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ} هي المنجية من عذاب القبر. ثم سائر الأحاديث بعدُ، كقوله: من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا فموضوعةٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اعترف بوضعها واضعُها، وقال: