نام کتاب : مكارم الأخلاق نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 33
يهمز الناس, ولمزة: الذي يلمز الناس بالعيون.
فليس الشديد هو الذي يصرع الناس ويغلبهم: "إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" يتحكم فيها ويملكها في مواطن الغضب, وملك الإنسان نفسه عند الغضب يعتبر من محاسن الأخلاق, فإذا غضبت فلا تنفذ الغضب, ولكن استعذ بالله من الشيطان الرجيم, وإذا كنت قائماً فاجلس, وإذا كنت جالساً فاضطجع, وإذا ازداد الغضب فتوضأ حتى يزول عنك.
ويستطيع الإنسان اكتساب مكارم الأخلاق, وذلك عن طريق الممارسة, والمجاهدة, والتمرين فيكون الإنسان حسن الخلق لأمور منها:
أولاً: أن ينظر في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم: ينظر النصوص الدالة على مدح ذلك الخلق العظيم الذي يريد أن يتخلق به. فالمؤمن إذا رأى النصوص تمدح شيئاً من الأخلاق أو الأفعال, فإنه سوف يقوم به [1].
والنبي عليه الصلاة والسلام أشار إلى ذلك في قوله: "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك: إما أن [1] فالتزكية لا تكون إلا عن طريق الرسل كما قال ابن القيم: "وتزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان وأشد فمن زكى نفسه بالرياضة والمجاهدة والخلوة التي لم يجيء بها الرسل فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه. وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب؟! فالرسل أطباء القلوب فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم وعلى أيديهم وبمحض الانقياد والتسليم لهم والله المستعان. أ.هـ مدارج السالكين [2/300] .
نام کتاب : مكارم الأخلاق نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 33