نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 45
الحياة المنبثة في تضاعيف الكون "الميت" لظاهر العين، وهو في حقيقته طاقات حية متحركة على الدوام.
النظام المذهل في روعته، المذهل في دقته، الذي يسير عليه الكون كله، فلا يختل منه كوكب واحد، ولا يخرج عن مساره قيد أنملة في الزمان الطويل الذي يقدر بالبلايين والبلايين من السنين.
الزمن ذاته! كنهه وحقيقته، وطريقة إدراكه!
المخلوق البشري المعجز بكل ما فيه من أجهزة دقيقة وطاقات.
"العمليات" الجسمية، و"العمليات" الفكرية، و"العمليات" الروحية في كيان الإنسان.
امتزاجه وترابطه المحكم الشامل الدقيق الذي يجمع كل طاقاته ويوحد بينها في كيان.
آيات كلها من آيات الله في الكونِ. كل منها معجز. وكل منها هائل.
وكل منها مثير. ولكنها لطول الإلف والعادة يمر بها الإنسان دون وعي ودون تفكير.
والإسلام -وهو يربي الروح- يعمد إلى هذه الآيات، فيبث فيها الحياة: فالقرآن حافل بهذه الدعوة للإنسان أن يفتح بصيرته على آيات الله في الكون، ويستشعر من ورائها يد القدرة القادرة الخلاقة المبدعة. في أسلوب أخاذ يأخذ بمجامع النفس، ويوقظها من إلفها وعادتها، فتتفتح للكون كأنه جديد.
وللقرآن في هذا الجانب قدرة عجيبة. فإيقاظ النفس من إلفها ليس مهمة ميسرة!
الإلف جزء من كيان النفس، يؤدي لها مهمة ضرورية لا محيص عنها. فلا بد أن تألف النفس والحواس والأعصاب ألوانًا معينة من التجارب والأحاسيس والأماكن والأشياء. لكي تنطلق إلى تجارب جديدة وأحاسيس جديدة وأماكن حديدة وأشياء جديدة. ولولا الإلف والعادة لقضى الإنسان حياته كلها يتعلم النطق مثلًا، أو يتعلم القراءة أو الكتابة أو الحساب! أو يشغل أعصابه بالعادي من الأمور، فلا تبقى فيها طاقة لتحمل شيء جديد.
تلك وظيفة الإلف والعادة في كيان النفس.
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 45