نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 57
الخشوع والتقوى هما سمة المؤمن الذي تأثر بالقرآن، واهتز للمساته وانفعل بتوجيهاته:
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [1].
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ} [2].
{وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ، الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [3].
{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [4].
{وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [5].
والخشوع والتقوى هما ثمرة هذه الجولات الهائلة التي يجولها القرآن مع القلب البشري في آيات الكون، وآيات النفس، وقدرة الله القادرة، وقدرته القاهرة، وعلمه الشامل، وملكه العظيم. فما يملك القلب أمام هذه اللسمات المتوالية من كل جانب. وما يملك حين تتفتح بصيرته على القدرة المعجزة والملكوت الهائل. وما يملك وهو يرى آيات الله في كل شيء حوله. في الدقيق والكبير. في الجامد وفي الحي. في حبة الرمل الضائعة في الأرض يحيط بها علم الله.. في النبتة النابتة والشجرة النامية.. في الزهرة الأريجة البديعة الألوان. في ملايين الملايين من الخلائق. في ملايين الملايين من النجوم. كله صادر عن إرادة الله. وكله مدبر بأمره. وكله صائر إليه.. ما يملك القلب إزاء ذلك إلا أن يخشع ويهتز لعظمة الله.
وما يملك وهو يرى آيات القدرة كلها، وهو يحس السموات والأرض معلقة بإرادة الله، وكل ما فيها من كائنات وخلائق خاضع لمشيئته، طائع لإرادته.. ما يملك إلا أن يحس بتقوى الله في أعماقه، فيعبده ويخشاه.
وحين يتيقظ القلب لعلم الله الشامل المحيط، العلم الذي لا يند عنه شيء، [1] سورة المؤمنون 1-2. [2] سورة الزمر 23. [3] سورة الحج 34-35. [4] سورة مريم 58. [5] سورة الإسراء 109.
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 57