responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 84
وحين يقيس الإنسان هذا اللون من التوجيه للطاقة العقلية في تدبر حكمة الله وتدبيره، بالفلسفة قديمها وحديثها، والمعاظلات الذهنية المنبثة في تضاعيفها، يدرك في الحال عظم الفرق، وعظمة المنهج الإلهي في تربية العقل البشري. ويعلم أنه سبحانه خلق كل شيء بالحق. وجعله منهجًا لإقامة الحق في الحياة.
وقد كان العقل الأوربي قد شطح وهو يبحث في آيات الكون حتى زعم أن الكون بلا خالق، وأنه حدث مصادفة، وأنه لا قاعدة له ولا ناموس!
ثم فاء أخيرًا إلى الحقيقة، فاء إلى شيء من "الحق" الذي خلقت به السموات والأرض والحياة والإنسان. وبدأ علماء الغرب يعرفون أنهم كانوا خاطئين في شطحتهم، مبتعدين عن العلم الصحيح.
يقول أ. كريسي موريسون في كتاب "العلم يدعو للإيمان":
"إن وجود الخالق تدل عليه تنظيمات لا نهاية لها، تكون الحياة بدونها مستحيلة. وإن وجود الإنسان على ظهر الأرض، والمظاهر الفاخرة لذكائه، إنما هي جزء من برناج ينفذه بارئ الكون".
"إن الإنسان ليكسب مزيدًا لا حد له من التقدم الحسابي في كل وحدة للعلم. غير أن تحطيم ذرة دالتون -التي كانت تعد أصغر قالب في بناء الكون- إلى مجموعة نجوم مكونة من جرم مذنب وإلكترونات طائرة، قد فتح مجالًا لتبديل فكرتنا عن الكون والحقيقة تبديلًا جوهريًّا. ولم يعد التناسق الميت للذوات الجامدة يربط تصورنا بما هو مادي. وإن المعارف الجديدة التي كشف عنها العلم لتدع مجالًا لوجود مدبر جبار وراء ظواهر الطبيعة".
أما الفكر الإسلامي فلم يكن في حاجة إلى هذه الشطحة وهو يتأمل ملكوت الله، أو يبحث في العلوم المختلفة نظريها وتجريبيها، يوم كانت أوربا ما تزال غارقة في الظلمات، لأنه يفكر مهتديًا بالله، ويفكر بعقله المستضيء بإشعاع الروح[1].
ويوجه الإسلام الطاقة العقلية إلى النظر في حكمة التشريع:

[1] انظر فصل "طلب العلم فريضة" في كتاب "قبسات من الرسول".
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست