responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 83
في ذاتها بلا غاية. فالمعرفة ما لم تؤد إلى شيء. ما لم تؤد إلى غاية في حياة الإنسان. فوجودها وعدمها سيان. وإلا فكم من حقيقة "موجودة" في الكون. ولكنها ليست موجودة بالنسبة للإنسان، حتى يتفاعل معها، وينتج عن تفاعله معها شيء ما في حياته الواقعية على الأرض.. لذلك لا يقفون عند المعرفة الذهنية، وإنما تتحرك في الحال قلوبهم وأرواحهم بالتسبيح: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ} .
ثم لا يقفون عند التسبيح المجرد. لا يقفون عند مجرد الاعتقاد في الله وتسبيحه. إنما هم يصلون من ذلك إلى الإيمان الكامل الذي يشمل الحياة كلها والأعمال والمشاعر والأفكار. يصلون إلى المنهج الإيماني الذي يعيشون به على الأرض، وينفذونه في واقع الحياة، ويجاهدون في سبيله:
{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ، رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [1].
إن هذه الآيات هي المنهج الكامل للتأمل الإسلامي في ملكوت الله. وهي التوجيه الذي يوجه العقل في أول مهمة من مهامه: مهمة تدبر آيات الله في الكون.
إنها تبدأ بالتفكر وتنتهي بالعمل. العمل بمقتضى الدستور "الحق" الذي نزل به القرآن.. والجهاد في سبيل إقرار هذا الدستور، وتسيير دفة الحياة على نهجه وشريعته. ثم تصل إلى الغاية القصوى. تصل إلى الجزاء في الآخرة فتصل الأرض بالسماء، والدنيا بالآخرة. وتصل البشر بالله.
منهج مذهل في دقته وتكامله وروعة توجيهه ... كله في ست آيات!

[1] سورة آل عمران 191-195.
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست