responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 82
وكأي من روح ضالة أضلها هذا الوهم فغرقت في الشهوات، تغرق في كأسها المدنس شقوة العذاب.
وكأي من روح ضالة أضلها هذا الوهم فطغت وتجبرت وراحت تنشر الفساد في الأرض، والمظالم في الناس.
وألوان من الضلالات شتى، منبعها كلها هذا الوهم الباطل: أن الحياة بلا غاية والكون بلا ناموس!
من أجل ذلك يهتم الإسلام اهتمامًا بالغًا بلفت الحس البشري إلى "الحق" في السموات والأرض والحياة والإنسان. ويجعل التدبر في هذا الأمر جزءًا من العقيدة، تقوم به القوة الواعية في الإنسان. وتقوم به في جو من إشراقة الروح، حتى لا تذهب بددًا وتتيه في الظلمات:
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [1].
فأولو الألباب "يتفكرون". يستخدمون قواهم الواعية في تدبر آيات الله في الكون وتأملها. ولكنهم لا يتفكرون فكرًا مجردًا ذاهلًا عن الواقع المحسوس، هنالك في الأبراج العاجية، حيث لا يصلون إلى شيء. ولا يتفكرون كذلك بمعزل عن الله، فيضلوا، إنما يتفكرون وهم يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم، ومن ثم يتصل الفكر عندهم بالله، ويتصل "العلم" كذلك بالله[2].
وهم لا يتفكرون في الله وآياته هكذا بلا هدف. وإنما هم يصلون إلى هدفهم سريعًا: {مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} . فيعرفون لتوهم أنه الحق. ويلاحظ أن الآية لم تفصل بين التفكر وبين نتيجة التفكر، ولا حتى بكلمة "يقولون": {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} . فكأنما التفكر ونتيجته شيء واحد متصل متلاحق سريع. ثم هم لا يقفون عند النتيجة "الذهنية" التي انتهوا إليها من التفكر "وعرفوها" لا يقفون عند المعرفة

[1] سورة آل عمران 190-191.
[2] انظر فصل "طلب العلم فريضة" في كتاب "قبسات من الرسول".
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست