responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 90
ويوجه الإسلام الطاقة العقلية كذلك لضمان سير الأمور في المجتمع على منهج صحيح.
إنه لا بد للمجتمع من سياسة. سياسة ينفذها الحاكم والشعب، على التشاور بينهما والتضامن و "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" [1].
وما لم تكن هذه السياسة واعية، فإن الفساد يتطرق للمجتمع، وتنهار الدولة ويستولي عليها الأعداء.
وكل فرد من الأمة المسلمة مطالب بالرقابة على المجتمع، مسئول عن كل ما يقع فيه، وإلا أصابه جزاء غفلته ولو لم يكن هو ذاته من الظالمين. {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [2]. وإنما تصيبكم جميعًا جزاء قعودكم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [3]. "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه، وهو أضعف الإيمان" [4]. "إن الله يقول لكم: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا أجيب لكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم" [5].
هذا التكافل في المجتمع، والرقابة على سير الأمور فيه، يقتضيان وعيًا كافيا ويستلزمان عقولًا ناضجة. ولا بد من توجيه الطاقة العقلية للعمل في هذا الميدان، فهذا هو الضمان لحسن سير الأمور.
والقرآن يوجه المسلمين في ذلك توجيهات شتى. فهو مرة يبصرهم بأعدائهم الذين يتربصون بهم ليحذروهم، ويكونوا على الدوام متيقظين لهم واعين لمؤامراتهم ودسائسهم. وتارة يوجههم لطريقة تلقي الأنباء والتصرف في الأمر حتى تشيع الشائعات حول أمر من الأمور. وتارة يوجههم إلى حسن الحكم على الأشياء والأشخاص، وعدم التسرع في إصدار حكم على أمر لم تتبين

[1] رواه البخاري ومسلم.
[2] سورة الأنفال 25.
[3] سورة المائدة 78-79.
[4] متفق عليه.
[5] رواه ابن ماجه وابن حبان.
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست