قَالَ الْبَيْهَقِيّ يحْتَمل ان شقّ الصَّدْر كَانَ مَرَّات مرّة عِنْد مرضعته حليمة وَمرَّة عِنْد المبعث وَمرَّة لَيْلَة الْمِعْرَاج
قلت قد تقدم فِي الرَّضَاع شقّ صَدره من عدَّة طرق وَسَيَأْتِي فِي أحادث المبعث وَأَحَادِيث الْإِسْرَاء ذَلِك أَيْضا وَالتَّحْقِيق فِي الْجمع بَينهَا الْحمل على التَّعَدُّد وَوُقُوع ذَلِك ثَلَاث مَرَّات مِمَّن صرح بِوُقُوعِهِ مرَّتَيْنِ السُّهيْلي وَابْن دحْيَة وَابْن الْمُنِير وَمِمَّنْ صرح بِالثلَاثِ ابْن حجر وَأبْدى لذَلِك معنى لطيفا وَهُوَ الْمُبَالغَة فِي الإسباغ والتطهير بالتثليث كَمَا هُوَ فِي شَرعه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الطَّهَارَة واختصت الْأَوْقَات الثَّلَاث بذلك لينشأ من الطفولية على أكمل الاحوال من الْعِصْمَة من الشَّيْطَان وليتلقى عِنْد الْبَعْث مَا يُوحى اليه بقلب قوي وليتأهب عِنْد الاسراء للمناجاة
وَقد اخْتلف هَل شقّ الصَّدْر وغسله مَخْصُوص بِهِ اَوْ وَقع لغير من الْأَنْبِيَاء قَالَ ابْن الْمُنِير شقّ الصَّدْر لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصَبره عَلَيْهِ من جنس مَا ابتلى بِهِ الذَّبِيح وصبر عَلَيْهِ بل هَذَا أشق وَأجل لِأَن تِلْكَ معاريض وَهَذِه حَقِيقَة وَأَيْضًا فقد تكَرر وَوَقع لَهُ وَهُوَ رَضِيع يَتِيم بعيد من أَهله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
بَاب الْآيَة فِي حفظه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من التثاؤب
اخْرُج البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَابْن ابي شيبَة فِي المُصَنّف وَابْن سعد عَن يزِيد بن الاصم قَالَ مَا تثاءب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قطّ
واخرج ابْن أبي شيبَة عَن مسلمة بن عبد الْملك بن مَرْوَان قَالَ مَا تثاءب نَبِي قطّ