responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 170
بريدة بن الحصيب الأسلمي (63 هـ) [1] . أنه قال: (بينما نحن قعود على شراب لنا، ونحن على رملة، ونحن ثلاثة أو أربعة، وعندنا باطية لنا ونحن نشرب الخمر حلّا، إذ قمت حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلّم عليه وقد نزل تحريم الخمر: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ [المائدة: 90] ، إلى آخر الآيتين فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ؟ فجئت إلى أصحابي فقرأتها عليهم إلى قوله: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ قال: وبعض القوم شربته في يده، وقد شرب بعضا وبقي بعض في الإناء، فقال بالإناء تحت شفته العليا كما يفعل الحجّام. ثم صبوا ما في باطيتهم فقالوا: انتهينا ربنا! انتهينا ربنا! [2] .
وما عرف عن أحد من الصحابة أنه شرب خمرا أبدا، بعد ذلك بحال.
فالحمد لله رب العالمين.
وهكذا اندثرت هذه الممارسات والتقاليد الغائرة في جاهليتهم، وحتى في إسلامهم قبل التحريم، وفي لمح البصر. انتهت تلك من حياتهم، بعد ما أحبوها، وبعد التحريم أحبوها تحريمها وما أحبوها. وأصبحت من المنكر حتى ذكرها في أحاديثهم، مجرد ذكرها في مدح أو تمنّ أو تسلّ.
وظني أن هذا هو سبب سجن عمر بن الخطاب للشاعر أبي محجن الثقفي (30 هـ) [3] ، لا لأنه شرب الخمر بل لأنه قال الشعر فيها وحسب.
وهناك حادثة مشابهة، ذلك أن النّعمان بن عديّ بن نضلة القرشي العدوي (نحو 30 هـ) ، صحابي من مهاجرة الحبشة، ومن الولاة، وهو شاعر. ولّاه عمر على ميسان (كورة واسعة بين البصرة وواسط) . وهو الوحيد الذي ولّاه عمر من قومه (بنو عديّ) ، لما يعرف من صلاحه. ولمّا

[1] انظر في ترجمته: سير أعلام النبلاء، (2/ 469) . وأعلاه، ص 142- 143.
[2] تفسير الطبري، (7/ 34) وبعدها.
[3] انظر ترجمته في العديد من كتب الصحابة.
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست