نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 381
يا عدو الله حتى تشهد ألاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله [1] . فمن يا ترى هو الأقوى، هو أم هي؟ ومن هو القوي منهما، مواجهة واستضعافا ودعوة؟ ومن منهما المنتصر؟ [2] .
ومثلها زنّيرة (عبدة، كذلك) التي كانت تعذّب، ربما لذلك فقدت بصرها، بعد أن أعتقها أبو بكر الصديق مع ستة (ست) آخرين من الرجال والنساء [3] . فادّعت قريش أن آلهتهم هي التي فعلت بها ذلك. فردت عليهم هي نفسها قائلة: كذبوا وبيت الله ما تضر آلهتهم وما تنفع. فردّ الله سبحانه وتعالى بصرها، وعاد كما كان [4] . فانظر مدى ثقة المسلم والمسلمة بالله رب العالمين.
وأبو بكر الذي كان من التجار الأغنياء أنفق ماله منذ يوم أسلم في خدمة الإسلام. وحين أسلم كان له أربعون ألف درهما، فهاجر بما تبقى من ماله:
خمسة آلاف درهم، ومات- وهو خليفة المسلمين- وما ترك دينارا واحدا ولا درهما [5] .
هكذا كان جيل الصحابة متعلقا بالإسلام باذلا كل شيء، وكان أحدهم يستقل نفسه، وكلهم كان يودّ أن يموت شهيدا، وقبل صاحبه.
وهذا يعني أنه منذ استقرار الإيمان في قلب أحدهم وامتلك بناءه وحياته تحقق ذلك الانتصار، وإن أخذ أوضاعا وأشكالا وأحوالا متنوعة، حسب الظروف التي تلفهم.
عجائب وأعاجيب وتعاجيب، ولا عجب من أمر الله تعالى. كيف ارتقى [1] انظر: سيرة ابن هشام، (1/ 319) . [2] انظر: التفسير، (5/ 3086) . [3] هم: بلال الحبشي وعامر بن فهيرة وأم عبيس وزنير والنهدية وبنتها وجارية بني مؤمل. وكلهم- مع كثيرين آخرين- كان يعذّب في الله، وهم أقوياء صابرون. [4] سيرة ابن هشام، (1/ 318) . [5] الإصابة، ترجمة أبي بكر الصديق.
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 381