نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 382
أولئك الصحب الكرام وكيف رباهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم، بعد تلك الحياة الجاهلية المعتمة المظلمة الآثمة، التي لم تدع في الإنسان ونفسه وحياته شيئا إلا طحنته وأذهبته وأقعدته، حتى دون الحد الأدنى من الفطرة- إلا ما ندر- وفي حالات أتت على كل ذلك. وساد ذلك حتى أهل مكة المكرمة- وهي موطن دين إبراهيم (عليه السلام) وفيها الكعبة المشرفة- كما ساد الجزيرة العربية والعالم الظلم والظلام ولفّه القتام [1] .
شمل ذلك كل شيء حتى العبادات التي جرى تحريفها والافتئات عليها بل وفي امتطائها، زورا وبهتانا وادعاء وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ [البقرة: 198] . وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنعام: 115] . هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [2] وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الجمعة: [2]- 4] .
إنه القرآن الكريم الذي أنزله الله، وحيا صادقا، وإنها النبوة الكريمة التي بعث بها الله سبحانه وتعالى، وأعدّ لها محمدا صلّى الله عليه وسلّم لتؤدي هذه المهمة، وذلك بوحي الله تعالى اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ [الأنعام: 124] .
رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [البقرة: 129] .
وأرادها سبحانه وتعالى أن تكون الخاتمة والأسوة، فهي كذلك استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام [2] . تجد أن الإعداد واضح والتهيئة مبكرة وتصريف الحسنة لأهل الأرض أجمعين. وإذا نظرت عليها قبل النبوة اختارها الله تعالى وهي لا تعرف عن ذلك شيئا ولم تتطلع إليه. قُلْ لَوْ [1] التفسير، (3/ 3566) . [2] انظر: أعلاه، 244.
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 382