responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 385
- ربما هو مقصر ومتأخر ومتحدر عن الإسلام ومراميه وأهدافه، وفهمه سقيم ومستواه ردئ ونوعيته فجّة متدنية متردية. وهو بأشد الحاجة إلى إعادة تفهّمه وتجديد ولائه وترقية حيويته؛ لينطلق يا بني نفسه بمعانيه وقوته بحياته وإقامة أمره بحقائقه. وبدونه- مهما ادعت وامتلكت وأبدعت- لا تعرف شيئا من ذلك بحال. تنزلق وتتناقض وتتناقص وتهوي وتذهب شذر مذر، وتقع فرائس سهلة لكل آكلة وأكول، وتتوزعها الكوارث أيدي سبأ، مهما أعلت مبانيها ناطحات، وأرسلت أقمارها مسرعات، وقمعت (تلقت) أسلحتها جامحات.
وكم ذكر القرآن الكريم صورا مشهودة من هذا وأمثاله، من التخلف والانحراف والانحياز، في معسكر الكفر وحربه لدين الله ورسالاته وأنبيائه، فيما قص علينا- سبحانه وتعالى- من مصائر الغابرين الذين كفروا والذين تخلفوا وألفوا المعاصي ورضوا بالدنية. وفيما ورد في القرآن العظيم- عن موسى عليه السلام وبني إسرائيل ومواجهتهم لفرعون- وضوح تام شامل، تبرز فيه طبيعة الإنسان- فردا أو جماعة- عن كل ذلك وفي كافة الأحوال.
وكأني أشعر أن هذه القصص التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن العظيم هي الصور- والتي هي مكشوفة في علم الله تعالى- تتكرر في الحياة في كل حين بطبيعتها وحقيقتها وأساليبها، لتكون مواجهة جموع المؤمنين لها على خبرة ومعرفة واضحة وأساس، ليتولوا أمرهم ويجهزوا أحوالهم ويتخذوا العدة له.
فانظر ما عمل فرعون- وما أكثرهم اليوم- هو والملأ من حوله [1] .
وهؤلاء يندفعون معه ولما يريده ويأمرهم به، بل ويزينون ذلك- قناعة

[1] الملأ، هم: أنصاره وأتباعه ومساندوه، وربما هم من المتزعمين الذين تمكنوا أو مكّنوا في المجتمع، جمعهم أعوانا له. فارتبطت- أيضا- مصائرهم معه، فيحركهم كيف يشاء ولا يتخلفون. وإلا فسينالهم منه أشد النكال والعذاب، لا يدخر عنهم وسيلة إيذاء، كما حدث لسحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام، حيث أعدمهم جميعا وبأبشع صورة. انظر: أعلاه، 182 وبعدها.
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست