نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 384
وهذا المرتقى يستطيع اعتلاءه من أخذ به إيمانا وعقيدة وعملا [1] . يقول الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم: «ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل» . كما يقول صلّى الله عليه وسلم: «الإيمان تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان» [2] . ويقول ابن عمر: تعلمنا الإيمان ثم القرآن.
والصعود من السفوح لها متطلبانهم، والحصول على مستوى رفيع من الفقه الراقي العجيب لهذا الدين وآفاقه. وانظر أنه حين قدم خراج العراق إلى عمر، خرج مع مولى له يعدّ الإبل فإذا هي كثيرة، فجعل عمر يقول: الحمد لله تعالى، ويقول مولاه: هذا من فضل الله ورحمته. فنهره عمر وقال:
ليس هذا هو الذي يقول الله تعالى قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس: 58] . فالرحمة عنده- وعندهم- هي ما جاءهم من الله من موعظة وهدى، وكل ما عداه تابع [3] .
فبهذا الدين وحده تقوم البشرية- من أي جنس كانت- وهو الموجّه إلى أهل الأرض أجمعين، وبه وحده يحقّق إنسانيتها وترقى إلى مستوى تعمر الحياة وتبنيها وتعرف مهمتها وتقيم حضارتها. وما يصنعه هذا الدين دوما كثيرا وكثيرا جدا، كما جرى ذلك في الجولة الأولى.
وبجانب علو البناء الإنساني بمنهج الإسلام، ولا يكون بغيره، المتمثل في واقع الحياة في سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والصحابة ومن تبعهم، فإن هذا يفصح كذلك عن أن الإسلام منهج عملي- وتلك من معالمه وطبيعته وحقيقته- لا ينفك عن ذلك. وبجانب كل ما يفهم من وصفه عملي- تنفيذيته وحياتيته ومثاليته (حب وبناء) - جاء ليطبق في واقع الحياة.
والمسلم الذي يفشل أو يتخاذل أو يتجاهل ذلك- إهمالا وعجزا وضعفا [1] انظر: أعلاه. [2] انظر: أعلاه. [3] انظر: التفسير، (3/ 1799) وبعدها. أدناه، ص 407.
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 384