responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 389
وهذا التصريف لها ترى فيه صياغتها مستوعبة التعاليم محوّلة إلى واقع عملي. خذ مثلا الأحداث الاعتيادية اليومية في مكة والمدينة كلها في أية شريحة أو مقطع أو جزء تجدها ناطقة بذلك. والمعارك والأحداث وتوسع الدعوة وانتشارها. ذلك واضح في شدة الأمور ودرجاتها ومسيرتها ونصرها وفي مشقاتها وتيسراتها. وهي خلال ذلك لا تكشف عن حقيقة الإيمان وطبيعته وآثاره فحسب، بل تكشف لك أيضا طبيعة الكفر والعدو، سر معها خطوة خطوة منذ البداية يوميا.
عسر الدعوة ومشقاتها وأساليب حرب الأعداء لها، والمؤمنون وصبرهم واحتمالهم واستشهادهم، ورفض الآخرين لها وتنوع استجاباتهم وتحجر مجالاتها أحيانا، كما في مكة والطائف، حتى يصل لليأس، لولا أنها نبوّة لا تعرف اليأس بأي حال، بل تستمر بذلك. وهذا دليل على أنها نبوة من الله تعالى وإن كان كل ما فيها على ذلك دليل.
وإذا بدون ترقب، وبكل يسر وسهولة يسلم الستة الأوائل من الخزرج من أهل المدينة، ثم يستمر ذلك حتى كانت البيعات والهجرة والنصرة.
وكلها بشكل قوي، العداء والولاء سواء. ثم أحداث المدينة بكل ألوانها، الحربية وغيرها. وخذ أي قطع من هذا وذلك، تجد أن يد القدرة الإلهية من ورائها وأداتها المجتمع وأفراده وأحداثه تجري في اتجاهه.
خذ بدرا وكيف أن المسلمين خرجوا للقافلة وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ [الأنفال: 7] . ثم تفلت القافلة فيكون اللقاء والحرب وتكون النتيجة المعروفة وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [آل عمران: 123] [1] .
وانظر فتح مكة حيث كانت معاهدة صلح الحديبية عشر سنوات، وكيف

[1] انظر: سورة التوبة: 25.
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 389
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست