responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 56
ولما قال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله! والله لأنت أحبّ إليّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال صلّى الله عليه وسلم: «لا يا عمر، حتى أكون أحبّ إليك من نفسك» قال: يا رسول الله! والله لأنت أحبّ إليّ من كلّ شيء حتى من نفسي، فقال صلّى الله عليه وسلم: «الآن يا عمر» [1] .

* الخلوص في التوجه، والنقاء في التلقّي:
والسيرة هي التي احتوت الصيغ العملية للإسلام كله، قرآنا وسنّة، وبكل قواعدهما وأسسهما وأجوائهما، شمولا للحياة، وبناء عليها.
ولمّا بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن، في السنة التاسعة للهجرة، أوصاه بالأخذ بكتاب الله وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلم والاستمداد منهما.
فلقد ورد عن معاذ أنه قال: لما بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى اليمن، قال:
«كيف تقضي إذا عرض لك قضاء» ؟ قال: قلت: أقضي بكتاب الله، قال: «فإن لم تجد في كتاب الله» ؟ قال: فبسنّة رسول الله، قال: «فإن لم تجد في سنّة رسول الله» ؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو (لا أقصّر) . قال:
فضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلم صدري، وقال: «الحمد الله الذي وفّق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله» [2] .

[1] مسند الإمام أحمد (4/ 236) .
[2] رواه أبو داود (رقم 3592، 3593) ، كتاب الأقضية، باب: اجتهاد الرأي في القضاء. والترمذي (رقم 1327، 1328) ، كتاب الأحكام، باب: ما جاء في القاضي كيف يقضي. جامع الأصول (10/ 177) . انظر كذلك: البخاري: كتاب المغازي، باب: بعث أبي موسى ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما إلى اليمن قبل حجة الوداع (رقم 4086- 4088/ 4) . وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين أرسل معاذا إلى اليمن في هذه المهمة خرج يودّعه ويوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلّى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته، فلما فرغ، قال: «يا معاذ! إنك عسى ألّا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمرّ بمسجدي هذا أو قبري» . فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلّى الله عليه وسلم. وقد حدث هذا فعلا، (إذ لم يزل في اليمن حتى توفي
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست