نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 175
فدفعها إلى أم أيمن وقال لها: "اجعلي منها قبضة في الطيب". أحسبه قال: "والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع"، فلما فرغت أم أيمن من الجهاز، وأدخلتهم بيتًا قال صلى الله عليه وسلم: "يا علي لا تحدثن إلى أهلك شيئًا حتى آتيك". فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فاطمة متقنعة، وعلي قاعد، وأم أيمن في البيت، فقال: "يا أم أيمن ائتيني بقدح من ماء".
فأتته بقعب فيه ماء، فشرب منه، ثم مج فيه، ثم ناوله فاطمة، فشربت، وأخذ منه فضرب جبينها، وبين كتفيها وصدرها.
ثم دفعه إلى علي فقال: "يا علي اشرب". ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ثم قال: "أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرم تطهيرًا". فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم أيمن وقال: "يا علي أهلك" [1].
وكان لفاطمة منزلة خاصة عند أبيها صلى الله عليه وسلم.
يروي الترمذي بسنده عن بريدة أنه قال: كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ومن الرجال علي[2] يقول إبراهيم بن سعيد يقصد من أهل بيته.
وعن عائشة رضي الله عنها: وكانت فاطمة رضي الله عنها إذا دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إليها، فقبلها، وأجلسها في مجلسه وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت له فقبلته، وأجلسته في مجلسها[3].
ثم إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خطب بنت أبي جهل على فاطمة، فأتت فاطمة أباها، غاضبة تقول له: إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكحًا ابنة أبي جهل[4].
فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ثم خطبهم. وقال: "إن فاطمة مني، وأني أتخوف أن تفتن في دينها"، ثم ذكر صهرًا له من بني عبد شمس، هو زوج زينب، فأثنى عليه في [1] الطبقات الكبرى ج8 ص19، 20. [2] سنن الترمذي ج5 ص698. [3] تحفة الأحوذي بشرح سنن الترمذي، باب ما جاء في فضل فاطمة ج10 ص253 وهو حديث حسن غريب. [4] صحيح مسلم بشرح النووي. فضائل فاطمة ج16 ص4.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 175