نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 178
إلا أن هذه أقوال غير مشهورة، ولم يجمع عليها، والمجمع عليه أنه صلى الله عليه وسلم أنجب عبد الله بعد البعثة وقد مات صغيرًا في مكة بعد أخيه القاسم بوقت قصير، ودفن بالحجون.
السابع: إبراهيم رضي الله عنه
ولد إبراهيم بالمدينة في شهر ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة, وهو الوحيد من غير خديجة، فأمه مارية القبطية، وأخواله مصريون.
وقد عق عنه النبي صلى الله عليه وسلم في يوم سبوعه، وتوفي وعمره ستة عشر شهرًا في ربيع[1] الأول سنة عشر، ودفن بالبقيع بعد أن صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد سر النبي صلى الله عليه وسلم بولادة إبراهيم، وسماه باسم جده إبراهيم عليه السلام، ودفعه إلى ظئر ترضعه، وحزن لموته كذلك[2]. يروي الإمام مسلم بسنده عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم". ثم دفعه إلى أم سيف، امرأة قين يقال له أبو سيف، فانطلق يأتيه، واتبعته، فانتهينا إلى أبي سيف، وهو ينفخ بكيره، وقد امتلأ البيت دخانًا، فأسرعت المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا أبا سيف، أمسك جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي فضمه إليه وقال: ما شاء الله أن يقول.
يقول أنس: لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون" [3].
وقد حدث أن انكسفت الشمس يوم موت إبراهيم، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم.
فخطب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا ينكسفان لموت أحد، ولا لحياته" [4].
وقد ظهر حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأولاده، وحسن رعايته لهم، ولذلك أنزل [1] صحيح مسلم بشرح النووي، باب رحمته صلى الله عليه وسلم ج5 ص174 الشعب. [2] المرجع السابق ج5 ص172. [3] صحيح مسلم بشرح النووي ج5 ص172 ط الشعب. [4] بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد باب فضل إبراهيم ج9 ص256.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 178