نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 349
قالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: ما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني المسلمين، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين، ثم تقدم فلقيه سعد بن معاذ، فقال: أين يا أبا عمر؟
فقال أنس: واها لريح الجنة يا سعد، إني أجده دون أحد، ثم مضى فقاتل القوم حتى قتل، فما عرف حتى عرفته أخته بعد نهاية المعركة ببنانه وبه بضع وثمانون ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم[1].
ونادى ثابت بن الدحداح أنس بن النضر، وهو يتشحط في دمه فقال له: يا فلان أشعرت أن محمدًا قد قتل؟!
فقال أنس: إن كان محمد قد قتل فقد بلغ، فقاتلوا عن دينكم[2].
وبمثل هذا الاستبسال والفداء عادت إلى جنود المسلمين روحهم المعنوية، ورجع إليهم رشدهم وصوابهم، وأخذوا سلاحهم، وانطلقوا يهاجمون تيارات المشركين، الذين يحاولون الوصول إلى رسول الله بعدما بلغهم أن خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم كذب مختلق.
ولما تأكد المسلمون من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ازدادوا قوة، وتمكنوا من الإفلات من التطويق وتجمعوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن باشروا القتال المرير، وجالدوا بضراوة بالغة، وثبتوا ثبوت الجبال الرواسي، ولم يتمكن المشركون من زحزحتهم، وإبعادهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أبدى المسلمون بعد تجمعهم حول رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاعة نادرة، وأصروا على الصمود، حتى الموت، ولم يرضوا لأنفسهم الذل والهوان، ولم يقبلوا أن يؤتى الإسلام من قبلهم، وجاهدوا مخلصين، وفدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرواحهم، ومن هؤلاء:
1- سعد بن أبي وقاص: قد نثل له رسول الله صلى الله عليه وسلم كنانته، وقال: "ارم فداك أبي وأمي". ولم يجمع النبي صلى الله عليه وسلم أبويه فداء لأحد في يوم أحد لغير سعد رضي الله عنه[3].
2- طلحة بن عبيد الله: يروي النسائي بسنده عن جابر بن عبد الله يقول: أدرك [1] المرجع السابق ج4 ص32. [2] البداية والنهاية ج4 ص31. [3] صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة أحد ج6 ص293.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 349