نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 36
عنصر بما يكافئه.
فالمسلمون يتكونون من الأنصار المقيمين في أرضهم وديارهم وأموالهم، آمنين في شئونهم، عندهم قوتهم ومعاشهم، وكل ما ينقصهم هو القضاء على كل ما بينهم من منازعات وعداوات امتدت طويلا فيما مضى من الزمان، وقد دخلوا في الإسلام ومن آمالهم أن تنتهي هذه المنازعات بالإسلام.
وبفضل الله تعالى انتهت هذه المنازعات من اللحظة الأولى بعد البيعة، عندما بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم عند العقبة يدًا واحدة، تمثل جماعة واحدة، ومدينة واحدة، ولما جاءهم مصعب بن عمير رضي الله عنه، قادهم جميعًا إلى الله، وأدركوا أنهم بالإسلام مسئولون مع المهاجرين على مواجهة الوثنية في بلاد العرب وغيرها.
لقد كانت قبيلة الخزرج أكثر عددًا وقوة من الأوس، وكان النقباء منهم أكثر ومع ذلك لم يحدث أن خص الرسول صلى الله عليه وسلم فريقًا دون غيره بشروط، ولم يحدث أن اعترض فريق منهم على شيء، وإنما أدى إقبالهم على الإسلام وصدقهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا جميعًا على مستوى واحد في الحرص على الإيمان، واتباع كل ما يأمرهم به صلى الله عليه وسلم ولذلك وصفهم الله جميعًا وصفًا واحدًا فقال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [1].
ومع الأنصار كان المهاجرون الذين استجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتركوا بلدهم، ومالهم، وأرضهم، وأهليهم، وجاءوا إلى المدينة لا يملكون شيئًا، ولا يحوزون أرضًا، أو دارًا.
ومع المسلمين في المدينة كان اليهود بقبائلهم الثلاث بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة. [1] سورة الحشر: 9.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 36