نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 38
إلا أخذاني دونه، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ونزل قباء في بني عمرو بن عوف غدا عليه أبي، حيي بن أخطب، وعمي, أبو ياسر بن أخطب، مغلسين، فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس، فأتيا كالين، كسلانين، ساقطين، يمشيان الهوينى, فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفت إليّ واحد منهما لما بهما من الغم، وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي، حيي بن أخطب: أهو هو؟
قال أبي: نعم والله.
قال عمي: أتعرفه وتثبته؟
قال أبي: نعم.
قال عمي: فما في نفسك منه؟
قال أبي: عداوته والله ما بقيت[1].
ويشهد بذلك أيضًا ما رواه البخاري في إسلام عبد الله بن سلام رضي الله عنه وكان حبرًا من فطاحل علماء اليهود، فإنه لما سمع بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في بني النجار جاءه مستعجلا، وألقى إليه أسئلة لا يعلمها إلا نبي، ولما سمع ردوده صلى الله عليه وسلم عليها آمن به من ساعته، ومكانه، ثم قال له: إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فجاءت اليهود، ودخل عبد الله بن سلام البيت.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي رجل فيكم عبد الله بن سلام"؟.
قالوا: أعلمنا وابن أعلمنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفرأيتم إن أسلم عبد الله"؟.
فقالوا: أعاذه الله من ذلك "مرتين أو ثلاثًا".
فخرج إليهم عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله. فقالوا: شرنا وابن شرنا، ووقعوا فيه.
فقال عبد الله بن سلام: يا معشر اليهود اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو [1] سيرة النبي لابن هشام ج1 ص519.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 38