نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 39
إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق.
فقالوا: كذبت[1].
وبقي المنافقون وسط الناس يثيرون الفتن، ويحاولون زعزعة ثقة المسلمين في رسولهم ودينهم، ولا يظهرون مكرهم مداراة للمسلمين، وخوفًا من المؤمنين.
8- شجاعة أبناء المدينة:
تميز العرب في المدينة بقوة البأس والشجاعة والإباء بسبب الحروب التي امتدت بينهم طويلا، وأشهرها حرب داحس والغراء، وحرب بعاث، وقد أدت هذه الحروب إلى تخريج جيل من الرجال، متميز بصلابة الرأي، وقوة الشجاعة، وكأن هذه الحروب مدرسة لتخريج جيل قوي، يتفانى من أجل هدفه الذي آمن به، ويتحمل الكثير لتحقيق ما يؤمن به.
لقد امتدت الحرب بين الأوس والخزرج طويلا، ومع ذلك لم يستسلم أحد منهم للآخر أبدًا، بعدًا عن العار، وحماية للشرف والكرامة، فلما أسلموا واتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم اتحد هدفهم وتحولوا جنودًا مخلصين لله.
وكان العرب في الجزيرة العربية يعرفون شجاعة أهل المدينة، ولذلك كانوا يخطبون ودهم ليتمكنوا من شراء حاجاتهم منها، وليحظوا بقراهم، وليأمنوا على أنفسهم، وتجارتهم عند المرور بهم، وما سجل التاريخ اعتداء أحد على المدينة بسبب شجاعة أبنائها وقوة أهلها.
وقد تأكدت شجاعتهم في الإسلام من خلال مواقفهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ففي حديث كعب بن مالك ليلة بيعة العقبة الثانية قال صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة: "أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم".
فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال: نعم، والذي بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا يا رسول الله فنحن أهل الحروب، وأهل الحلقة، ورثناها كابرًا. [1] صحيح البخاري ك المناقب ج6 ص230 ط الأوقاف.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 39