نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 40
عن كابر[1].
كما ظهرت شجاعتهم، وجرأتهم على الحروب يوم بدر، فلقد كانوا عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة على نصرته على من يقصده وهو في المدينة، فلما سار بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين في بدر، وخرج من المدينة أراد أن يعرف مدى حرصهم على الاشتراك في المعركة بعيدًا عن المدينة فوجد عند بدر منهم ما أسعده، وسره.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحب إليّ مما عدل به، أتى المقداد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين فقال: يا رسول الله لا نقول كما قال قوم موسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [2] ولكنا نقاتل عن يمينك، وعن شمالك، وبين يديك، ومن خلفك, فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه وسره، يعني قوله[3].
وعن علقمة بن وقاص الليثي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر حتى إذا كنا بالروحاء خطب الناس فقال: "كيف ترون"؟.
فقال أبو بكر: يا رسول الله بلغنا أنهم كذا وكذا.
ثم خطب صلى الله عليه وسلم الناس فقال: "كيف ترون"؟.
فقال عمر مثل قول أبي بكر.
ثم خطب صلى الله عليه وسلم الناس فقال: "كيف ترون"؟.
فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله إيانا تريد؟ فوالذي أكرمك، وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط، ولا لي بها علم، ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرن معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمر، وأحدث الله إليك غيره، فانظر الذي [1] أخرجه أحمد. الفتح الرباني 20/ 271-275 قال في بلوغ الأماني: رجاله ثقات. [2] سورة المائدة: 24. [3] صحيح البخاري كتاب المناقب باب قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} ج6 ص238.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 40