responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 43
وواضح من هذه النصوص ما كان يتمتع به الأنصار من شجاعة وجرأة ومعرفة بفنون الحروب والقتال.
9- تآلف أبناء المدينة:
عاش أهل المدينة مدة طويلة في حرب وصراع بين قبيلتي الأوس والخزرج وكان يهود بني قينقاع ينحازون للخزرج، ويهود بني قريظة ينحازون للأوس، الأمر الذي ساعد على اشتعال الحرب واستمرارها.
ومن أشهر هذه الحروب يوم "بعاث" وبعاث مكان حصن في مزرعة عند بني قريظة على ميلين من المدينة، وكان رئيس الأوس حضير والد أسيد بن حضير، ورئيس الخزرج عمرو بن النعمان البياضي، وفي أول هذه الحرب كان النصر للخزرج وفي النهاية كان النصر للأوس، وفي هذه المعركة قتل رئيسا الفريقين.
ومن حرب بعاث هذه استفاد الإسلام فإن أكابر الأوس والخزرج قتلوا فيها وبذلك قضى الله على المعارضة التي تتمسك بمواريث الآباء، يبدو هذا جليًا من موقف أحد هؤلاء الأكبار وقد بقى حيًا وهو عبد الله بن أبي فإنه وقف في وجه الدعوة، وكاد لها.
ومن آثار هذه الموقعة أيضًا أن الأوس والخزرج أدركوا مدى الدمار الذي يلحقهم من الحروب، وتمنوا أمرًا يوحدهم ويجمعهم، فلما جاء الإسلام أسرعوا إليه يقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [1].
عن عكرمة رضي الله عنه قال: قابل النبي صلى الله عليه وسلم نفرًا من الأنصار فآمنوا به وصدقوا، وأراد أن يذهب معهم فقالوا: يا رسول الله إن بيننا وبين قومنا حربًا، وإنا نخاف إن جئت على حالك هذه أن لا يتهيأ الذي تريد، فواعدوه العام المقبل فقالوا: نذهب

[1] سورة آل عمران: 103.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست