نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 46
موسى عليه السلام، وهذا أبقى في عقول أهل المدينة فكرة التوحيد، مما جعلهم ينظرون إلى الأصنام نظرة باهتة، فلم يحدث أن أقام أهل المدينة لها بيتًا، أو قدموها في الحرب أو هتفوا بها في مناسباتهم، وأعيادهم, وهذا الأمر ساعدهم على تقبل دعوة التوحيد حين جاءتهم، والدخول في دين الله تعالى حين علموا به.
كما أن فكرة بعثة نبي بدين الله تعالى صار حقيقة متوقعة بعدما نطق بها اليهود وخوفوا بها العرب، الأمر الذي دفع الأوس والخزرج إلى تقبل فكرة النبوة، والتحرك إلى رسول الله، والإسراع في اعتناق الإسلام.
جاء في سيرة ابن هشام ما رواه عاصم بن عمر بن قتادة قال: لما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطًا من الخزرج أول مرة قال لهم: "من أنتم"؟.
قالوا: نفر من الخزرج.
قال: "أمن موالي يهود"؟.
قالوا: نعم.
قال: "أفلا تجلسون أكلمكم"؟.
قالوا: بلى.
فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن. وكان مما صنع الله بهم في الإسلام أن يهودًا كانوا معهم في بلادهم وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا هم أهل شرك وأصحاب أوثان، وكانوا قد غزوهم ببلادهم، فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا لهم: إن نبيًا مبعوثًا، قد أظل زمانه، نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم، فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إلى الله قال بعضهم لبعض: يا قوم تعلمون والله أنه النبي الذي توعدكم به يهود، فلا تسبقنكم إليه، فأجابوه فيما دعاهم إليه، بأن صدقوه، وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا: إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله فلا رجل أعز منك
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 46